عاشراً : أنني أؤيد الشيخ البطل أسامة بن لادن حفظه الله ونصره ، وأرغم به أنوف الطواغيت ، أعتبره من أبطال الإسلام ، وأمّا الذين يتكلمون فيه ويقولون ماذا جرّ على الأمّة ؟ فهذا هوا طريق الجهاد مملوء بالجثث والدماء والآلام والعرق والدموع ، لذلك كان فضله عظيماً ، وكانت عاقبته حميدة ، وما يقال في الشيخ ابن لادن الآن قد قيل مثله في الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، فإن الشيخ محمداً لمّا استخدم الجهاد لنشر التوحيد وتسلّطت الدول الخارجية آنذاك واسقطوا دولته تكلم فيه كثير من العلماء بأنه سبب هذا ، فهذا التاريخ يعيد نفسه فهذه دولة طالبان سقطت كما سقطت الدولة الأولى ، واحتلت أفغانستان كما احتلت الجزيرة ، وقتل المسلمون في أفغانستان كما قتلوا في الجزيرة ، وهدّمت المدن والقرى في أفغانستان كما هدّمت الدرعية وغيرها في الجزيرة ، وسيق المسلمون أسرى إلى ( جوانتناموا ) كما سيقوا من الجزيرة إلى مصر واسطنبول ، وأختفى الملا عمر وابن لادن في كهوف أفغانستان . كما اختفى الإمام تركي بن عبدالله – جد الملك عبدالعزيز – في ( مغارة ) جنوب الرياض لا تزال معروفة إلى اليوم باسم ( مغارة تركي ) وحوكم أتباع ابن لادن في كل مكان كما حوكم أتباع ابن عبدالوهاب وعلى رأسهم ( الإمام عبدالله بن سعود آل سعود ) آخر أئمة الدولة الأولى حيث حوكم في اسطنبول بتهمة أنه من ( الخوارج التكفيريين ) وقتل وصلب ثلاثة أيام ثم ألقيت جثته في البحر رحمه الله تعالى ، ثم كان ماذا ؟ ذهبت الدولة العثمانية ودولة باشا مصر وكل من حارب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وصاروا أثراً بعد عين وبقيت دعوة الشيخ محمد وانتشرت وبقيت هذه الدولة بفضل تلك الدعوة – وإن كانت تنكرت لها – وهكذا الدعوات الإصلاحية العظيمة والتي منها دعوة الشيخ ابن لادن حفظه الله ستبقى وسيزول كل من حاربها بحول الله وقوته .
_
حادي عشر : أن الدولة صارت تحارب أمرين لولاهما ما قام لها كيان وهما ( التوحيد الذي يسمونه التكفير ) و ( الجهاد الذي يسمونه الإرهاب ) فلولا هذان الأمران ما قام للدولة كيان ولا عرف آل سعود الحكم ، فإن الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ما كان يحكم غير قريته الدرعية ولم يكن له في غيرها حل ولا عقد ، حتى جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عام 1158 وتعاقد معه على نشر ( التوحيد ) بـ ( السيف ) وبدأو الجهاد ، وخرجوا على ستة من سلاطين الدولة العثمانية من السلطان عثمان الثالث حتى السلطان محمود عدلي الثاني وجاهدوهم بالسيف وهكذا الدولة الثانية والثالثة ، ولولا ضيق الوقت لسردت ما أحفظه من الفتاوى ( التكفيرية الإرهابية ) لعلماء الدولة بمراحلها الثلاث ، فلولا هذان الأمران اللذان تحاربهما الدولة الآن أشد المحاربة ما قام لها كيان أصلاً ، والله سبحانه يقول : " وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم " .
_
ثاني عشر : أن الدولة صارت تتلفت يميناً ويساراً تبحث عن سبب ظاهرة ما يسمونه بالعنف والإرهاب ، وقتلت الشباب وملأت السجون وكممت الأفواه ، وحاربت الدعاة وغيّرت المناهج الدينية ، ومكنت العلمانيين من العباد ، وسلّطت الصليبيين على البلاد ، وتركت أعظم الأسباب وأهمها وهي سياسة الدولة نفسها ، فإن هذه الجزيرة جزيرة الإسلام وأرض محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يمكن أن يحكمها غير شرع الإسلام ، وقد بقيت هذه الجزيرة أربعة عشر قرناً قد حماها الله من الاستعمار حتى جاءت هذه الدولة ووضعت فيها القواعد الصليبية وجعلت من جزيرة الإسلام مسرحاً للصليبيين لتنفيذ مخططاتهم لضرب الإسلام وأهله ، فلمّا أعلن بوش الحملة الصليبية الأولى على أفغانستان كانت تدار من قاعدة الأمير سلطان ، ثم لمّا أعلن الحملة الصليبية الثانية على العراق كانت تدار من القاعدة نفسها ثم زادت الدولة من الخضوع للصليبيين بتغيير مناهج المسلمين إرضاءً لهم ، فهذه الأمور وأمثالها هي التي أخرجت هذه الظاهرة فإذا أرادت الدولة أن تعالجها فلتعالج نفسها أولاً ، وهب أنكم قتلتم هؤلاء الشباب أو كاتب هذه السطور هل ستنتهي هذه الظاهرة ؟ وأنا أقول إذا كانت سياسة الدولة السابقة قد أخرجت ( ابن لادن واحد ) فسياستها الحالية ستخرج ألف ابن لادن ، وستذكرون ما أقول لكم .
_
وأخيراً : وأخيراً فهذا مختصر ما أريد أن أكتبه ، أكتبه بكامل حريتي وإرادتي ، أكتبه براءة للذمة ، ونصحاً للأمة ، وتصحيحاً للخطأ الذي ارتكبته ، فإذا كان عند الدولة عقوبة أعظم من القتل والصلب فلتطبقها عليّ ولا تتردد في ذلك مطلقاً
_
فلست أبالي حين أقتل مسلماً على أيّ جنب كان في الله مصرعي
_
( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون )
_
أسأل الله أن يثبتني على دينه وأن يقبضني إليه غير مفتون ولا مضيع ولا مفرط، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
و
المقر بما فيه
ناصر بن حمد بن حميد الفهد
_
يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 25/12/1424ه منقول
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق