للشيخ : أبي سعد العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسـة
الإعــلامية
تقدمـ
بحــث مـهم
| تفنيد من نفى الكفر عن حكومة حماس بالتأويل |
( في مسألة عدم الحكم بالتنزيل )
لفضيلة الشيخ : أبي سعد العاملي - حفظه الله -
الحمد لله رب العالمين، قاصم الجبارين وناصر المستضعفين، هو الذي أرسل رسوله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، القائل :{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ
أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ،
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، القائل " بعثت بين يدي الساعة
بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل
والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم "،
تذكير بحقائق لابد منها
نبدأ من أحداث رفح التي تعتبر نقطة انطلاق حقيقية للتدافع بين أهل الحق وأهل
الباطل على أرض فلسطين، لأنها ميزت فئة المجاهدين الصادقين عن فئة المجاهدين
الكاذبين، كما وأنها بيَّنت سبيل المجرمين الذين يقاتلون في سبيل
الطاغوت ويسعون
في الأرض من أجل تحكيم قوانين وضعية مخالِفة ومحارِبة لشريعة رب العالمين ، كما
بيّنت تلك الفئة المؤمنة التي تقاتل في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمته وتطبيق
شريعته قولاً وعملاً.
حكومة حماس مرتدة بسبب امتناعها عن تطبيق شرع الله ومحاربتها وقتلها لمن ينادي
بذلك، وقدّمت جماعة جند أنصار الله شيخها أبو النور المقدسي – تقبله الله -
وقائدها الشيخ البطل أبو عبد الله المهاجر ثمناً مسبقاً لصفقتها مع الله تعالى
في طريق الجهاد والاستشهاد إلى جانب مجموعة من مجاهدي الإمارة الفتية نسأل الله
أن يجعل دماءهم ناراً على أعداء الله وسقياً لهذه الشجرة المباركة حتى تؤتي
ثمارها عما قريب بإذن ربها، وتكون هذه الدماء الزكية نوراً ونبراساً
لمن تبقى من
جنود الحق لمواصلة مسيرة الجهاد والاستشهاد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله
لله.
كما أود أن أصحح مفهوماً خاطئاً يتداوله الكثير من الناس وحتى بعض المخلصين مع
الأسف، ذلك أنهم يصفون ما حدث في رفح بين الإخوة الموحدين المجاهدين وبين حماس
على أنه فتنة ينبغي تفاديها واعتزالها والسعي إلى إطفاء نارها، وهذا خطأ كبير
وانحراف عظيم، إذ كيف نسمي صراعاً بين فئة تمثل الحق وتضحي بأغلى ما تملك في
سبيل إحقاقه على الأرض وبين فئة تمثل القانون الوضعي وتسعى إلى حمايته وترسيخه
على الأرض وتضحي في سبيل ذلك بجنودها وأموالها، كيف نسمي هذا الصراع فتنة ؟ إنه
وأيم الله جهاد ينبغي أن نقف فيه إلى جانب أصحاب الحق ونحارب فيه أهل
الباطل حتى
وإن كانت شاراتهم وظاهرهم يوحي بأنهم مسلمون.
فصِدق الإيمان بالفعال وليس بالأقوال، ونحن مطالبون أن نحكم على ظاهر القوم،
وظاهرهم – شهد الله – انحراف عن نهج الله وتطبيق لشرائع الكفر ومحاربة لأولياء
الله وموالاة لأعداء الله.
فما حصل إذن لا يمكن أن يكون فتنة بين فئتين من المسلمين، حتى لا نحرف الكلم عن
مواضعه ونساهم في توسيع رقعة الجهل وتخدير المسلمين وإبقاء الأمور على ما هي
عليه.
فجنود حماس متساوون مع قادتهم في الجرم والظلم العظيم الذي اقترفوه في حق
إخواننا مجاهدي الإمارة الإسلامية المعلنة، إذ كيف أطاعوهم في قتال إخوانهم
الموحدين وتركوا قتال اليهود المجرمين، وانجروا وانجرفوا وراء متاهات قادتهم
الغارقين في الحوارات التائهة اللامتناهية مع اليهود عبر الوساطات المرتدة
المتمثلة في بعض أنظمة الحكم العربية.
هذه القيادات التي تسببت في تمييع قضية المسلمين الأولى حينما تركت ساحات
الجهاد
فساهمت في تصفية الكوادر والقيادات الجهادية داخل حركة حماس نفسها أو تهميشها
لتعطي الأولوية للحلول السياسية السلمية وتُدخل الشعب الفلسطيني في متاهات لا
أول لها ولا آخر على حساب عقيدته وأمنه ودينه ودنياه.
لقد فرّغت حماس القضية الفلسطينية من جوهرها وهو التصدي للاحتلال اليهودي
وتحرير
أرض فلسطين وفق المنهج الإسلامي، فصارت القضية مجرد صراع على مواقع سياسية
و مناصب في الحكم والمطالبة بعودة المهجرين وإيقاف الاستيطان اليهودي أو الحد
منه، والرضا بالمشاركة في حكومة قائمة على الحكم بالقانون الوضعي بقيادة المرتد
عباس الخناس أو غيره من المرتدين الخونة وغيرها من المنزلقات والشبهات الداحضة.
فكيف يا تُرى يقبل ويرضى هؤلاء الجنود بكل هذه المخالفات الشرعية والتنازلات
الخطيرة ويظلوا يحرسون ويقاتلون من أجل المحافظة على هذه القيادات
المنحرفة التي
خالفت شرع الله في أكثر من باب؟!!!
حماس تلعب دور فتح في غزة
حماس استولت على غزة من أجل لعب دور فتح في مواجهة المد الجهادي في فلسطين
ومنطقة بلاد الشام بصفة عامة، والآن أعتقد وأجزم يقيناً أن هذا التمكين لحماس
في غزة يؤيده أعداء الأمة لتفادي ما هو أخطر من حماس ومن صواريخها الكرتونية
وشعاراتها الزائفة، فالأعداء يعلمون يقيناً أن أقصى ما تتمناه حماس هو الوصول
إلى الحكم بالطاغوت عن طريق اللعبة السياسية، ويعلمون يقيناً أن حماس ألعوبة في
أيدي الحكومات المرتدة العربية ولا نخجل من أن نصرح أن قيادات حماس مجرد حمير
لهذه الأنظمة العميلة التي هي بدورها لا تعدو أن تكون حميراً لليهود
والصليبيين،
فبالتالي يمكننا القول أن قيادات حماس في نهاية المطاف تأتمر وتنفذ سياسات
ومؤامرات الأعداء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهي أساساً محاربة السلفية
الجهادية أو منابع الإرهاب والتكفير كما يحلو لقيادة حماس أن تسمي الإخوة
المجاهدين.
فحماس تقاتل وتحارب الجماعات الجهادية في غزة تحت ذريعة أنها تشن هجمات على
اليهود انطلاقاً من غزة، وهذا يحرجها ويعطي ذريعة لليهود بأن يفكروا في إعادة
شن هجوم عسكري على غزة مثلما حصل قبل عدة شهور، كما يوحي بأن حماس عاجزة عن
تحقيق الأمن وضبط الأوضاع في غزة، وهذا دليل عجز على أنها لا تستحق أن
تكون سيدة
في غزة فضلاً عن أن تطمع في ما وراء غزة.
ولكن دعنا نحاسب حماس على هذا التناقض العجيب، فمن الذي أعطى لليهود ذريعة
للقيام بتلك المجزرة الأخيرة في غزة غير صواريخ حماس الكرتونية وحماسها
الزائف، فتسبب ذلك في قتل ما يزيد عن 1500 قتيل أغلبهم من الأطفال
والنساء ومن
تبقى من المدنيين العزل وعشرات الآلاف من الجرحى والمعطوبين فضلاً عن تدمير ما
كان يمتلكه الشعب المستضعف من سكن وطرق وبنيات تحتية هزيلة .
سيقولون لنا: لماذا تصرون على حكومة حماس ؟ أليس لديكم هَمٌّ واهتمام غيرها ؟
ونحن نقول لهم : نعم لا همَّ لنا أكبر ممن يسعى إلى فتنة الموحدين في دينهم،
وتعطيل شرع الله على أرضه، والدخول في متاهات سياسية لإبعاد الشعوب المسلمة عن
فريضة الجهاد ووأدها في تراب المسلسل التفاوضي كما فعلت الأنظمة
العربية المرتدة
من قبل.
فحماس قد وضعت نفسها في الواجهة وزعمت أنها أهل لحمل أمانة تحرير فلسطين بسلاح
الإسلام، لكنها خانت هذه الأمانة وركنت إلى الذين ظلموا والذين كفروا، ورضيت
بالسراب وهرعت إليه لا تلوي على شيء، مضحية بقيمها ودينها وأبنائها المجاهدين
وقدمتهم قرابين للمحتل الكافر لكي تُظهر له حسن نيتها على محاربة ما يسمونه
بالإرهاب الإسلامي وأنها منه براء.
لهذا وغيره نركز في حديثنا على حكومة حماس حتى ترجع إلى دينها وتتوب إلى ربها
مما هي عليه من كفر الحكم وظلم الإخوة الموحدين ومحاصرتهم في أرزاقهم
وفتنتهم عن
دينهم.
هؤلاء الإخوة الموحدون في غزة وفي بقية مناطق فلسطين تعددت ألوان محاربيهم يهود وعلمانيين ومرتدين ومنافقين -، كلهم يستهدفونهم صباح مساء خوفاً من أن
تحرقهم نيران الحق الذي يحمله هؤلاء الموحدون.
ففي ما يخص حماس وأجهزتها الأمنية والإعلامية فقد فصَّل الإخوة الكتَُُّاب بارك
الله فيهم ومشايخنا الأفاضل فيهم أيما إسهاب، فقلنا رأينا فيهم في إطار حملتنا
لنصرة إخواننا الموحدين في غزة وفي الإمارة الإسلامية الفتية، وهو الذي نراه
موافقاً لشرع الله تعالى ، وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم بتنحيهم شرع الله
جانباً وموالاتهم لأعداء الملة والدين من أنظمة مرتدة ابتداء من حكومة عباس
الخناس وانتهاءاً بأصغر وأضعف حكومة عربية عميلة لليهود والصليبيين.
فصارت حماس تلهث وراء سراب لن تبلغه، وضحت بكل ما بقي لديها من قيم
وأخلاق فضلاً
عن بقية إيمان ودين إن كان هناك ثمة بقية.
فحكم الله في حماس [ قيادة وجنوداً ] أنهم فئة مرتدة عن دين الله – أحب من أحب
وكره من كره وإن رغمت أنوف – وقد فصلنا في ذلك في عدة مقالات كتبها الإخوة
والمشايخ وعلى رأسهم شيخنا الحبيب أبو محمد المقدسي حفظه الله ورعاه.
ثم نقول لحماس من أعطاك الصلاحية لكي تنصبي نفسك وصية على الشعب الفلسطيني في
غزة، فتُحرِّمي وتُحَلِّلِي كما تشاءين دون الرجوع إلى التشاور مع بقية الفرق
والجماعات في الساحة؟ أليست هذه دكتاتورية وانفراد بالأمر أم تقولين
على الله ما
لا تعلمين، فتقولين ما لا تفعلين؟
ألا تعلم حماس أن أرض فلسطين مُلك للمسلمين جميعاً، وأن غيرها من المجاهدين في
غزة يملكون مثل ما تملك حماس من حق التصرف وأخذ القرار؟
خاصة وأن حماس ليست ممثلة شرعية لكل الفلسطينيين وليس لها حق الطاعة والمتابعة
لأنها سقطت في مخالفات شرعية عظيمة أدناها ظلم وأوسطها كفر وأعلاها زيادة في
الكفر.
فالأدنى هي الظلم الكبير والمستمر الذي تعامل به مخالفيها وأخص بالذكر جماعات
التوحيد والجهاد بمطادرة أنصارها وقتل قياداتها ومجاهديها ومحاصرة أنشطتها
وتشويه سمعتها لكي تبقى لها الساحة فارغة لنشر دينها المحرف القائم على
الديموقراطية.
وأما أوسطها فهو عدم تحكيم شرع الله في غزة بالرغم من التمكين الذي تدَّعيه على
الأرض ثم بموالاتها للأنظمة العربية المرتدة ولرئيس السلطة الكافرة البهائي
المرتد عباس الخناس، ثم برضاها بالتحاكم إلى القانون الوضعي واحترامه كمرجع
أساسي للحكم، والمشاركة في المجالس التشريعية والقسم على احترام الدستور الوضعي
والمشاركة في سن هذه القوانين بالتصويت أو عدم التصويت ما دام أنها تخرج من قبة
البرلمان .
أما أعلاها فهو استبدال حكم الله وتحكيم هذه القوانين الكفرية وإرغام الناس
بالقوة على الخضوع لها، وهو استبدال شرع الله بشرع الطاغوت وهذا هو
الزيادة في
الكفر.
حكومة حماس لا تُعذر بجهل ولا تأويل ولا إكراه
أما الذين التمسوا لحكومة حماس العذر بالتأويل أو الإكراه فنقول لهم:
إن حكومة حماس لا يمكن أن تُعذر بالجهل أو التأويل أو الإكراه ، لأن الجهل يزول
بالعلم وهو متوفر لدى أعضاء حكومة حماس بسبب انتشار العلم الشرعي وبحوث العلماء
والمراجع الشرعية الواضحة في هذا الشأن ، كما أن مسألة التأويل هي
الأخرى مرتفعة
عنهم بسبب تلقيهم مئات النصائح من قبل العلماء والمشايخ وطلبة العلم في ضرورة
الحكم بما أنزل الله وخطورة تحكيم القوانين الوضعية ومنها الدخول في اللعبة
الديموقراطية.
أما مسألة الإكراه فلا أحد أكْرَهَ حماس على الدخول في هذه المجالس ولا
المسارعة
إلى قبول الحكم الوضعي ونشره بين الناس، كما أن بإمكانها أن تنسحب في أي وقت
تريد ما دام قد وصلها الحكم الشرعي في هذه المسائل الخطيرة.
المراجع العلمية في هذا الباب كثيرة ومتواترة، فبالإضافة إلى ما كتبه الشيخ
العلامة أبو محمد المقدسي فك الله أسره من سجون المرتدين والشيخ ماجد عبد
الماجد حفظه الله ، هناك قول الشيخ العلامة علي بن خضير الخضير - فك
الله أسره
من سجون المرتدين - في باب الشرك الأكبر؛ فلا عذر بالجهل، وهذا محل إجماع - نقل
الإجماع في عدم العذر بالجهل ابن القيم في "طريق الهجرتين" ونقله أئمة الدعوة-
فكل من فعل الشرك الأكبر؛ بأن ذبح لغير الله، أو استغاث بالأولياء أو
المقبورين،
أو شرع قانوناً ونحوه؛ فهو مشرك، ولو كان جاهلاً أو متأولاً أو مخطئاً.
قال ابن تيمية في الفتاوى [20/38 - 37]: (واسم الشرك يثبت قبل الرسالة
لأنه يعدل
بربه ويشرك به) اهـ
ومعنى كلام ابن تيمية؛ أنه يسمى مشركاً إذا عدل بربه وأشرك به، "ولو قبل
الرسالة"؛ أي ولو كان جاهلاً.
ثم يقول: أما في باب المسائل الخفية...
التي لا يعلمها إلا العلماء أو الخاصة، فهذه يعذر بالجهل والتأويل، حتى يعاند
وتزول عنه الشبهة، إن كان الغالب في الزمن الجهل.
وفي باب المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؛ لا فرق بين مسائل العقيدة أو مسائل
الفقه والأحكام، كلها واحد.
يزيد ويوضح: (أئمة الدعوة - منذ الإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى
وقتنا الحاضر - وهم مجمعون بدون استثناء؛ على عدم العذر بالجهل في
الشرك الأكبر،
بل من ذبح لغير الله أو استغاث ودعا الموتى أو صرف أي نوع من أنواع
العبادة لغير
الله، أو شارك الله في التشريع؛ فإنهم يسمونه مشركاً، ولو كان جاهلاً
أو متأولاً
أو مقلداً.
قال به محمد بن عبد الوهاب، وقال به ابنيه عبد الله وحسين وأيضا حمد بن معمر
وعبد العزيز الحصين، وكان هؤلاء هم الأئمة بعد الشيخ محمد.
وقال به المجدد الثاني - الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن - ورسائله في
"الدرر"
وفي "مجموع الرسائل والمسائل" شاهدة بذلك، وساعده عليه تلميذه الشيخ عبد الله
أبا بطين.
ثم قال به الإمام العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن - المجدد الثالث - وساعده
أخوه إسحاق بن عبد الرحمن في كتابه القيم "تكفير المعين".
ثم قال به عبد الله وإبراهيم - ابنا الشيخ عبد اللطيف - وساعدهما عليه
الشيخ ابن
سحمان.
ثم الشيخ محمد بن إبراهيم، وعليه تلامذته - فيما أعلم - من غير فرق.
وعليه شيخنا
العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله.
لا تجد أحدهم يختلف في ذلك.
فأين المخالف في ذلك منهم؟!
وإنما الخلاف في ذلك المتأخرون ممن هجر كتب أئمة الدعوة ورأى فيها الغلو، وإن
كان لهم درجات عليا في الجامعات وتخرجوا من الكليات، فهم الذين لبسوا على الناس
هذه المسألة، وفهموا من كلام ابن تيمية خلاف ما أراد في باب الشرك الأكبر.
وقد نبه على ذلك أئمة الدعوة كثيراً في نقلهم عن ابن تيمية، حينما تكلم عن أهل
البدع والأهواء، والعذر فيهم بالجهل والتأويل، فطبقوا ذلك على الشرك
الأكبر، ولم
يدركوا ويفهموا أن ابن تيمية يفرق بين البابين.
ولذا قال في الفتاوى [20/38 - 37]: (واسم الشرك يثبت قبل الرسالة، لأنه يعدل
بربه ويشرك به)، وانظر كلامه في "الرد على البكري" وفي كلامه عن الجهال من
التتار الذين يعبدون غير الله، فقد سماهم؛ مشركين، وعبادا لغير الله، مع جهلهم.
) اهـ.
وأود أن أضيف هنا كلاماً نفيساً في مسألة التأويل السائغ للشيخ عبد اللطيف آل
الشيخ رحمه الله تعالى، وهل ينطبق ذلك على حكومة حماس وكل من يدفع عنها تهمة
الكفر تحت طائل التأويل السائغ:
فالتأويل السائغ هو ما كان سببه القصور في فهم الأدلة الشرعية، أو الاستناد إلى
الشبه التي تصرف عن اتباع الحق دون تعمد للمخالفة، أو المعارضة، أو التكذيب، أو
الرد، أو العناد؛ بل اعتقاد العكس بأن الحق معه والتزمه بذلك.
فإذا كان التأويل غير سائغ فلا يُعد معتبرًا ولا يُعذر صاحبه، وجاز إنزال حكم
الكفر عليه. ولذلك أجمع أهل العلم على تكفير طوائف الباطنية، والروافض،
والقرامطة، وأهل الإلحاد والزندقة، مع أنهم متأوّلون للنصوص الشرعية، ولكنها
تأويلات فاقدة لأحد هذين الشرطين أو لهما معا.
قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في "منهاج التأسيس والتقديس": (الجاهل والمتأول
لا يعذر إلا مع العجز، ولذلك قيده الشيخ ابن القيم بقوله: تأويلاً يعذر صاحبه،
فليس كل تأويل وكل جهل يعذر صاحبه. وليس كل ذنب يجري التأويل فيه ويعذر الجاهل
به، وقد تقدم أن عامّة الكفار والمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا
وتأولوا، وأهل الحلول والاتحاد كابن عربي وابن الفارض والتلمساني وغيرهم من
الصوفية تأولوا، وعبّاد القبور والمشركون الذين هم محل النزاع تأولوا، وقالوا:
لا يدخل على الملك العظيم إلا بواسطة، وقالوا إذا تعلقت روح الزائر بروح المزور
فاض عليها مما ينزل على روح المزور، كما ينعكس شعاع الشمس على المرايا والصور.
والنصارى تأولت فيما أتته من الإفك العظيم والشرك الوخيم) أهـ.
فهناك تأويل يُعذر صاحبه وآخرلا يُعذر صاحبه، فأما التأويل الذي يعذر صاحبه فهو
الذي يصدر عن أهل الاجتهاد من ذوي الفضل والصلاح، الذين عندهم حرص على اتباع
الشريعة، فهل قيادات حركة حماس لديهم هذا الحرص على تطبيق شرع الله
وهم لا يقفون
عن التصريح بعكس هذا تماماً، فتصريحاتهم بعدم تطبيق الشريعة معلومة ومشهورة ذاع
صيتها في الآفاق ولا يمكن نفيها بحال، ولسان حالهم وأعمالهم الظاهرة
تدل على ذلك
بدون أدنى ريب.
وهناك التأويل الذي لا يعذر صاحبه ، وهو الذي يتضمن في حقيقته التكذيب لما
جاء به
الرسول - صلى الله عليه وسلم، كما هو حال الفلاسفة والباطنية ومن هم على شاكلتهم،
أو ما يتعلق بأصل الدين الذي هو عبادة الله وحده، والتحاكم إلى شرعه، كما هو
مدلول الشهادتين.
باب آخر من أبواب كفر حكومة حماس:
القسم على احترام وتطبيق القوانين الوضعية
وإذا انتهينا إلى هذا الحد فكيف يجوز المشاركة في هذه الأنظمة السياسية غير
الشرعية بدخول مجالسها النيابية أو تولي الوزارة فيها، وهو الأشد والأنكى؟
كيف يمكن التوفيق بين وجوب الاعتقاد بأن هذه الأنظمة أنظمة كافرة، أو مرتدة يجب
خلعها، والخروج عليها، وتحرم مهادنتها، والولاء لها؟ وبين جواز تولي الوزارة
فيها مع ما في ذلك من التسليم بشرعيتها وإعطاء الولاء لها والدفاع عنها أمام
الشعب؟ كيف يجوز للمسلمين أن يكونوا جزءا من نظام يجب إلغاؤه ومحوه؟
وكيف يجوز الاشتراك في بناء نظام دلت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب
هدمه؟
إن القول بجواز المشاركة في هذه الأنظمة يصادم محظورا قطعيا ثابتا لا مجال
للاجتهاد فيه ولا لتأويله، وكيف يمكن تأويل أدلة قطعية بحجج واهية لم تتعد "
التقدير المصلحي"؟
إن الاشتراك في هذه الأنظمة، هو تسليم بشرعيتها، وبالتالي هو تسليم بشرعية نظام
كافر مرتد، يجب إزالته، وهو رضا بالكفر، والرضا بالكفر كفر.
والأدلة على حرمة المشاركة في المجالس النيابية وتولي الوزارات في أنظمة الحكم
الحاكمة أكثر من أن تذكر أو تحصر، و ما ذكرناه من أدلة يكفي لنسف مقولات
المجيزين وجعلها أثرا بعد عين.
أقول: فإن كان مجرد المشاركة في هذه الحكومات المرتدة يُعتبر كفراً
ويصادم الشرع
في صميمه وفي أخص خصائص التوحيد ألا وهو التشريع من دون الله، فماذا نقول لمن
كانت هذه الحكومة كلها من طائفته وهو المسئول الأول والأخير على شئون الحكم
والتشريع والتنفيذ ؟!!!
ثم هناك نقطة أخرى أو باباً واسعاً من أبواب الكفر الصريح وهو القسم على احترام
الدستور الوضعي المخالف لشريعة الله عز وجل، القسم على احترامه وتطبيقه وحمايته.
فهذا القَسَم - باحترام الدستور والقوانين - مع ما تحتويه من مواد كفرية بينة،
هو قسم بالله العظيم على احترام الكفر وشرائع الكفر، وهو كفر مخرج عن الملة.
وهناك من يقول ويتوهم بإمكان الخروج من هذا المأزق بالتحايل وإضمار المُقسِم
عبارة ( في حدود القرآن والسنة) فهو قول ينقض آخرُه أوَّلَه وأوَّلُه آخرَه؟ إذ
يصبح المعنى:أقسم بالله العظيم أن أحترم الكفر والقوانين الكفرية
والحاكم الكافر
في حدود القرآن والسنة؟ فهل يقبل هذا الخلط عاقل؟ فضلاً عن مسلم؟
فكما ترون أن أبواب كفر هذه الحكومة متعددة لا مجال لتجاهلها أو محاولة
مواراتها
بحجج داحضة أو أعذار واهية لا يمكن أن تنطبق على حال هذه الحكومة كالتأويل
والإكراه.
دور حماس الحقيقي والخفي
فالحقيقة الناصعة التي ينبغي قولها في حال حكومة حماس هو ما سبق أن قلته في
مقالي لنصرة إخواننا في الإمارة الإسلامية في غزة: " نصرة ونصائح المعزة
للإمارة الإسلامية في غزة".
" إن حماس قد استولت على غزة من أجل لعب دور فتح في مواجهة المد الجهادي في
فلسطين ومنطقة بلاد الشام بصفة عامة، والآن أعتقد وأجزم يقيناً أن هذا
التمكين
لحماس في غزة يؤيده أعداء الأمة لتفادي ما هو أخطر من حماس ومن صواريخها
الكرتونية وشعاراتها الزائفة، فالأعداء يعلمون يقيناً أن أقصى ما
تتمناه حماس هو
الوصول إلى الحكم بالطاغوت عن طريق اللعبة السياسية، ويعلمون يقيناً أن حماس
ألعوبة في أيدي الحكومات المرتدة العربية ولا نخجل من أن نصرح أن قيادات حماس
مجرد خدم لهذه الأنظمة العميلة (الأردن – مصر وسوريا على وجه الخصوص) التي هي
بدورها لا تعدو أن تكون خدماً وعبيداً لليهود والصليبيين، فبالتالي
يمكننا القول
أن قيادات حماس في نهاية المطاف تأتمر وتنفذ سياسات ومؤامرات الأعداء بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة، وهي أساساً محاربة السلفية الجهادية أو منابع الإرهاب
والتكفير كما يحلو لقيادة حماس أن تسمي الإخوة المجاهدين.
فحماس تقاتل وتحارب الجماعات الجهادية في غزة تحت ذريعة أنها تشن هجمات على
اليهود انطلاقاً من غزة، وهذا يحرجها ويعطي ذريعة لليهود بأن يفكروا في إعادة
شن هجوم عسكري على غزة مثلما حصل قبل عدة شهور، كما يوحي أيضاً بأن حماس عاجزة
عن تحقيق الأمن وضبط الأوضاع في غزة، وهذا دليل عجز على أنها لا تستحق أن تكون
سيدة في غزة فضلاً عن أن تطمع في ما وراء غزة].
شبهة التدرج في تطبيق الشريعة
مسألة التدرج في تطبيق الشريعة يحتاج إلى بحث وتفصيل ولكني أقول إجمالاً أن
الشريعة قد اكتملت وبالتالي فتطبيقها لابد أن يكون كاملاً غير مجزء، وشرط
التطبيق هو امتلاك الشوكة والقوة من طرف الحاكم المسلم، وليس من شروط تطبيقها
كاملة وجملة واحدة أن يكون الناس مقتنعين بها وراضين عنها، فهذه من مبادئ دين
الديموقراطية الكفري الذي يشترط قبول الأغلبية للقوانين لكي يتم تطبيقها.
ولكن من جهة أخرى للحاكم المسلم الحق في إيقاف حكم شرعي أو أكثر لمصلحة ما
ولفترة مؤقتة، كما حصل في عهد الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه
في عام
المجاعة، وهذا لا يعني تدرجاً حتى يقتنع الناس بصلاحية الشريعة كما قد
يتوهم بعض
الناس من المخدوعين بالديموقراطية أو اللاهثين وراء إرضاء الغرب الكافر أو
الخضوع لأهواء ضعاف النفوس من عامة الناس حتى يرضوا عن حكم الله ويقبلوه عن
طواعية.
هذا ينطبق على حال حكومة حماس في قطاع غزة، حيث امتلكت كل المقومات اللازمة
لتطبيق الشريعة الإسلامية من منعة وشوكة وتعاطف غالبية الشعب مع الطرح
الإسلامي ولكنها رضخت لضغوط حكومات الكفر والردة حتى لا يقولوا عنها أنها
حكومة إرهابية فتخسر تعاطف الكفار، وهاهي قد خسرت الدنيا والآخرة، ولم تكسب
عطف أعداء الله لأن مثلهم { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ } ، بينما المطلوب من حماس ومن على شاكلتها أن يضعوا قول
الله تعالى أمام أعينهم في كل لحظة { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ
يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء }.
حماس أعلنت العداء والحرب على الإخوة الموحدين وعلى كل من رفع راية الجهاد ضد
اليهود، وصارت تقطع الطريق إلى الله على الموحدين وطريق الجهاد على كل
مخلص،والاعتقالات على أشدها والإخوة مطاردون في كل مكان واغلب المطلوبين لا
يبيتون في بيوتهم خوفاً من الاعتقال، والكثير منهم محاربون في أرزاقهم و لا
حول ولا قوة إلا بالله
فحكومة حماس التي كان ينظر لها بعض الغافلين والمغفلين على أنها المرشحة لتحرير
فلسطين من الاحتلال اليهودي، والتي تشكل – في اعتقادهم – رأس الحربة في مسيرة
التحرير، هي من تمارس الحصار والقتل والتعذيب على الجماعات الجهادية
في غزة بصفة
خاصة.
وتتعقب المجاهدين وتمنعهم من ممارسة عبادة الجهاد ضد اليهود، بل إنها قتلت
المجاهدين وأئمتهم لأنهم طالبوهم بإقامة شرع الله في الأرض، وهذه أفعال
تساووا
بها مع الأنظمة المرتدة في بلداننا العربية والأعجمية إن لم يكونوا قد فاقوهم
على مستوى التنكيل بالموحدين وحصر أنفاسهم وعدّ حركاتهم خاصة في بيئة ضيقة مثل
غزة حررها الله.
فأمام هذا الواقع المرير المفروض على إخواننا ينبغي السعي إلى كسر هذا الحصار
وإيجاد السلاح المناسب للتعامل مع كل طائفة من هذه الطوائف الممتنعة والمحاربة
أو الموالية لأعداء الله. سلاح يناسب الشرع ويوافق قدرة المجاهدين ولا
يتصادم مع
أولوياتهم حتى لا تكون المفاسد أكبر من المصالح وذلك عملاً بالقاعدة الفقهية
العامة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ".
يقول ابن القيم في هذا المقام: " إن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح بحسب
الإمكان، وأن لا يفوت منها شيء، فإن أمكن تحصيلها كلها حصلت، وإن تزاحمت ولم
يمكن تحصيل بعضها إلا بتفويت البعض، قدم أكملها وأهمها وأشدها طلبًا للشارع".
فالشرط الأول والأساس لتغيير منكرات هذه الطوائف ومحاولة إيقاف فسادها هو
امتلاك
الشوكة والمنعة، أما في حال غيابهما فإنه ينبغي التريث والصبر والسعي
إلى امتلاك
القوة اللازمة لمباشرة هذه الفريضة.
هل يريدوننا أن نبدل ديننا ومعتقدنا في المسائل الكبرى والعظيمة من واقعنا
وديننا كما نغير قميصنا ؟ أفكلما جاءنا قائل ينمق لنا الكلمات ويعقد لنا
التعابير ويسرد لنا نصوصاً شرعية في غير موضعها سرنا وراءه وتركنا معتقدنا
وراءنا ظهرياً ؟ نحن بهذا سنكون من الذين يتخذون كل يوم ديناً ، وكل حين
إماماً .
أي دين هذا وأي معتقد ذاك الذي يدافع عن المجرمين والمغتصبين لحق الله في أخص
خصائص ألوهيته وهو التشريع ؟ أي معتقد هذا الذي يبحث عن الأعذار
للمبدلين لشرائع
الرحمن بشريعة الشيطان وهم يصرحون جهاراً نهاراً أنهم لا يريدون تطبيق
الإسلام ؟
ورغم ذلك نبحث لهم عن أعذار ونلبسهم تأويلاً سائغاً ما أنزل الله به من سلطان؟
ماذا يقول هؤلاء المدافعين عن حكومة حماس ومحاولة رفع تهمة الكفر والردة
عنها في
هدمها لمسجد ابن تيمية في رفح على رؤوس الموحدين الذين كان ذنبهم الوحيد هو
مناداة حكومة حماس بتطبيق شرع الله في غزة، وعلى رأسهم الشيخ أبو النور رحمه
الله وتقبله في الشهداء ؟
سيقولون بأن حماس ما قتلتهم لهذا السبب بل لأنهم كانوا مصدر فتنة كانت ستعم غزة
فبادرت حكومة حماس إلى إطفاء نار هذه الفتنة قبل أن تشتعل .
هل نصدقها يا ترى ؟ وكيف نصدقها ونحن نعلم أنها تكذب فيما هو أعظم من هذا وأهم
حيث تكذب على الله في ادعاءاتها الموثقة في ميثاقها الرسمي بأنها تريد
وتسعى الى
تطبيق الشريعة ولكنها تُكَذِّب هذه الادعاءات في الواقع بأعمال مناقضة
لدين الله
بتحكيم شرع وضعي والتصريح جهاراً أنها لا تنوي ولا تريد تطبيق الشريعة
ثم قتالها
للموحدين بل قتالها لكل من يطالبها أو يذكرها بتطبيق شرع الله في غزة ، وهي
الأرض التي تمكنت منها بشوكة وتصول وتجول فيها بقوة السلاح بعدما طردت مخالفيها
منها وأحكمت قبضتها على زمام الأمور بالشوكة كما يعلم الجميع.
فلا يأتين أحدهم ويقول لنا إن حماس مستضعفة ولا تملك القوة لكي تطبق الشريعة
ويدعي لنا أن حماس ما زالت تعيش ما يشبه المرحلة المكية، فواقع الحال سيكذبه
ويصفعه لعله يرجع إلى رشده فيرى الأمور بعين المنصف وبنور الحق المبين.
بيننا وبين حماس قفار وصحاري شاسعة ماداموا يصرون على تحكيم شرائع الشيطان
ومحاربة عباد الرحمن والتودد لأولياء الشيطان عبر ما يسمى بعمليات السلام
الصورية مع اليهود بواسطة أنظمة الردة في كل من مصر والأردن والسعودية وغيرها
من الأنظمة التي تلهث وراء رضا الحلف الصهيوصليبي لضمان ثبات عروشهم وتضخم
كروشهم وزيادة قروشهم.
هل موالاة هؤلاء والتودد إليهم أولى يا حكومة حماس أم هؤلاء الموحدين في غزة
الذين لا همَّ لهم سوى طاعة ربهم والسعي الصادق الحثيث إلى قتال اليهود وتحرير
فلسطين من رجسهم؟
ثم دعونا نسأل هؤلاء المدافعين عن حكومة حماس ومن ينزع عنها صفة الكفر
الذي وقعت
فيه بسبب التشريع من دون الله والتحاكم إلى القوانين الوضعية المخالفة
لشرع الله
جملة وتفصيلاً، نقول لهؤلاء : ما الفرق يا ترى بين حكومة حماس وهذه الحكومات
العربية والأعجمية المرتدة، والتي تدعي أيضاً في دساتيرها بأن الإسلام
هو المصدر
الأساسي في التشريع لكنها تناقض هذا الزعم بسن قوانين وضعية والتحاكم إليها بل
وفرضها على الشعوب المسلمة بالقوة ؟ّ!!
ماذا سيكون ردكم غير السكوت ونكوص رؤوسكم والسقوط في تناقض كبير بين ما
تدَّعونه
من إسلامية حكومة حماس وعذرها في الوقوع في الكفر بسبب التأويل السائغ كما
تزعمون، وبين الحكم بردة هذه الحكومات سالفة الذكر للسبب ذاته دون التماس عذر
التأويل لها كما التمستموه لحكومة حماس.
نصائح لأهل الجهاد
لست في موقع الموجه معاذ الله بل هي نصائح أراها واجبة على كل مسلم أن يقدمها
لإخوانه المجاهدين في الإمارة الفتية القادمة حول أكناف بيت المقدس، لعلها
تنفعهم أو تساهم إلى تنبيههم لأمور قد غفلوا عنها في خضم هذا الصراع القائم
بينهم وبين أعدائهم.
- المسارعة إلى المزيد من التوحد ولمّ الشمل بين الجماعات المجاهدة والالتفاف
حول أمير جديد للإمارة الإسلامية لمبايعته على السمع والطاعة في
المعروف والجهاد
في سبيل الله حتى يحكم الله بينكم وبين أعدائكم بالحق وهو أحكم الحاكمين.
- تصفية الصفوف وتنقيتها من كل الدخلاء والمنافقين وضعاف النفوس لأن المرحلة
تحتم وجود قاعدة صلبة قادرة على الصمود أمام الرياح العاتية ومواصلة عملية
البناء بموازاة مع دفع الضرر الذي يتهدد هذا البناء الفتي.
- الثبات على منهج التوحيد والجهاد والصبر والمصابرة قصد التأثير في
الناس بعامة
والمخالفين بخاصة من أجل استقطابهم إلى صفوف الإمارة الإسلامية.
- قبل التعامل بالمثل مع المرتدين والمنافقين في حماس، ينبغي التركيز على توحيد
صفوف الموحدين وامتلاك الشوكة اللازمة، التي بها تستطيعون الثأر لقتلى الإمارة
والسعي إلى الإثخان في هؤلاء الظالمين لردعهم وإيقافهم عن النيل من جنود
الإمارة، فلا أقل من تسليم المسؤولين عن مجزرة مسجد ابن تيمية وغيرها من
الإعتداءات لكي يُنفذ فيهم القصاص وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم،
فإن أبت حماس هذا الطرح فستكون قياداتها هدفاً مشروعاً لبنادق المجاهدين
وعبواتهم لكي ينالوا وزر ما اقترفوا من جرائم في حق الموحدين. فإن الذنب لا
يُنسى ودماء المظلومين من الموحدين لن تذهب سدى بإذن الله .
- عدم قصد حماس ولا قياداتها في أعمالكم الجهادية والتركيز على الإعداد لمعركة
الملحمة الكبرى مع اليهود، ولكن إن أبت حماس إلا أن تقف في طريق تحكيم شرع الله
فحينئذ لا مناص لكم من إزالة هذه العقبات، واعتبروا ذلك جهاداً مقدَّماً على
جهاد اليهود، لأنه ما لا يتم إلا به فهو واجب.
- ليكن همكم الأكبر هو انتشال المخلصين المخدوعين من أعضاء حماس لكي يخدموا
الإسلام بدلاً من خدمتهم لعبيد الحكومات العربية المرتدة وأقصد قيادات حماس،
فنحن نرجو فيهم خيراً كثيراً ونأمل أن يكونوا من جنود الله المخلصين إن أبدلوا
ولاءهم وطاعتهم من طاعة حماس إلى طاعة الله ورسوله وعباده الصالحين الصادقين.
الأيام المقبلة ستكون صعبة ومُحَمَّلة بأحداث عظام، فلا تألوا جهداً للتزود لها
بمزيد من الإخلاص والتجرد لله عز وجل في أعمالكم، والمزيد من الإعداد الروحي
والمادي، واستعينوا على قضاء أموركم القتالية والتنظيمية بالسر والكتمان،
واحرصوا على وحدتكم وعضوا عليها بالنواجذ.
فإذا نظرنا إلى واقع التجمعات الجهادية الصادقة نجد أن هناك أعداء كثيرين
يتربصون بها ويحاربونها ويمتلكون إمكانيات مادية وبشرية هائلة تفوق بكثير ما
لدى هذه الجماعات، فهل يمكننا القول أن على المجاهدين أن يدخلوا في صراعات
وصدامات مباشرة مع كل هذه الطوائف في آن واحد دون مراعاة قوتهم وإمكانياتهم؟!
أم ينبغي مراعاة أولويات والسير وفق خطة حكيمة يكون مفادها استعمال أقل الوسائل
لتحقيق أكبر المكاسب وبأقل الخسائر.
وقد يكون من الحكمة أيضاً السعي إلى ضرب هذه الطوائف بعضها ببعض لتخفيف ضغوطها
على الجماعات الجهادية وصرف نظرها عن أنشطتها إلى حين.
فواقع الإخوة الموحدين في غزة مثلاً يتميز بتسلط حكومة حماس المرتدة على زمام
الأمور وامتلاكها للشوكة والمنعة التي بواسطتها تفرض على الناس تطبيق قوانين
مخالفة لشريعة الله تعالى، وبالتالي فهي تحارب وتعاقب كل من لا يحترم هذه
القوانين، بل أدهى من ذلك وأمر، فإنها تحارب كل من ينادي بتطبيق
الشريعة في غزة،
كما تقاتل كل من يريد قتال اليهود بحجة أن ذلك يعارض المصالح الوطنية وتعطي
ذريعة لليهود بالهجوم على غزة وتفويت فرص السلام معها.
كل هذه الأمور واقعة ويعيشها الإخوة في غزة في كل لحظة، وهم يدركون خطورة هذه
الفئة الضالة على المشروع الجهادي في فلسطين وفي المنطقة برمتها، ولكن حالة
الإخوة لا تسمح لهم بفتح معارك مفتوحة معها بسبب عدم امتلاك القدرة،
ولعل من أهم
الأسباب المعطلة لهذه الشوكة هو تفرق الإخوة وتشتتهم وعدم إجماعهم على توحيد
الصف المجاهد لمواجهة خطورة حماس الممتنعة وزحف اليهود المحتلين.
الآن وقد عرف الإخوة الحكم الشرعي لهذه الطائفة الممتنعة بشوكة مباشرة تمتلكها
هي أو بتأييد غير مباشر من المحتل الصليبي أو هذه الأنظمة المرتدة الحاكمة في
بلدان المسلمين، فإنه يتعين على الجماعات المجاهدة أن تبحث عن السبل المناسبة
لإنزال هذه الأحكام على واقعها مراعاة لقوتها وحرصاً على عدم التصادم
مع القاعدة
التي سبق ذكرها وهي أن " درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة"، فهاهي أبواب
الاجتهاد مفتوحة على مصراعيها للجمع بين المصلحتين : درء المفاسد [ دفع أضرار
هذه الطائفة من الفساد وتفاديها ] وجلب المصالح [ الإبقاء على وجود الجماعات
الجهادية والسعي إلى امتلاك المنعة والشوكة ].
أسأل الله جل وعلا أن يزيل الغمة عن هذه الأمة ويبصرها بحقيقة دينها
فتثبت عليه،
فتعبد الله وحده ولا تعبد الرجال ولا تتعصب لآرائهم إلا بمقدار ما
تتوافق مع شرع
الله المحكم، كما نسأله سبحانه أن يعز دينه وعباده الموحدين في فلسطين عامة وفي
غزة خاصة وأن ينصرهم على أعدائهم ويثبتهم على دينهم ويرزقهم المزيد من الصبر
والحكمة لكي ينصروا دينهم ويكونوا فئة لكل الصادقين في أرض فلسطين المباركة.
إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
وكتبه نصرة لعباده الموحدين في غزة : أبو سعد العاملي - محرم الحرام - 1432 هـ.
روابط التحميل
pdf /doc
http://mir.cr/FSEOIMQT
http://mir.cr/NDAOBSK8
http://mir.cr/4HDPOAL1
http://mir.cr/01OZBFEL
http://mir.cr/0VE8CDN2
http://mir.cr/0S9GYXRW
doc
http://mir.cr/RL64J8PO
http://mir.cr/1RC6RICA
http://mir.cr/L0AR5QQD
مع تحيات إخوانكم في
مؤسســـة
المأسدة الإعلامية
(صوت شبكة شموخ الإسلام)
www.shamikh1.net/vb
https://www.shamikh1.net/vb
http://202.149.72.130/~shamikh/vb
http://202.149.72.131/~shamikh/vb
https://202.149.72.130/~shamikh/vb
ادعوا لإخوانكم
--
مدونة البشائر
http://albashaer.blogspot.com/
To remove your email from this mailing list, click here:
yaqawm+unsubscribe@googlegroups.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق