فى زنزانة ثالثة كان الشيخ أشرف حجازى و قد حدثت تداعيات - سنذكرها بعد قليل - منعت من دخلوا عنده من تنفيذ المخطط .
فى الزنزانة الرابعة كان الشيخ أحمد رجب يقرأ القزآن حينما دخل زنزانته ثلاثة من الأشقياء و لقد توجس منهم خيفة و لم يكن يدرى لماذا . . جلسوا و أخذوا يتحادثون بصوت خفيض و يرمونه بنظراتهم التى تشبه نظرات الوحوش إلى فرائسها و كان الشيخ أحمد ضعيف البنية نحيلا . . تنتابه إحساس عجيب بالخوف الشديد و انطلق إلى الباب لينادى أحدا من الأخوة ليؤنس وحشته و يبدد الخوف الذى انتابه و لكنهم لم يتركوا له مجالا لذلك فقاموا بإسقاطه على الأرض بحركة غادرة فقام مسرعا و اشتبك معهم فتناوشته اللكمات من كل جانب فهم كانوا ثلاثة و هو كان وحيدا . . ثم أسقطوه أرضا ثانية و قاموا بالسيطرة عليه و نزعوا عنه قميصه و أوثقوه به و انهالوا عليه بالصفعات و اللكمات و الركلات دونما رحمة ثم نزعوا عنه سراويله حتى أصبح عاريا تماما ثم أخذوا يعبثون فى عورته بحثا عن أى سلاح يكون فى دبره و هذا الأمر و هو إخفاء الشفرات و النصلات بل و حتى السكاكين فى فتحة الشرج فلما تيقنوا من كونه أعزلا فكوا وثاقه و قاموا بسحبه و وضع وجهه فى عين المرحاض كل ذلك مع تواصل سباب الدين و العرض ثم قاموا بضربه من جديد ثم ألصقوه بالحائط و جعلوا يسخرون منه و يهزأون به ببعض الطلبات السخيفة كرفع الذراعين عاليا أو رفع ذراع و رجل و غير ذلك من سخافاتهم و بالطبع هذا ما كانوا يفعلونه بكل الأخوة السياسيين فى فترة التسعينيات.
فى الزنزانة الخامسة جلس الشيخ عمرو عباس يتفكر فى الأحداث المتتابعة و استشعر أن أمن الدولة قد دبر لهم مكيدة محكمة و أن الرؤى التى رآها قبل قدومه للامتحانات بأيام قد باتت متحققة أمام عينيه إلا قليل . . و قطع عليه حبل أفكاره دخول شابين من الجنائى و لأنه من منطقة شعبية و لأنه كذلك أمضى فى التأديب بسجن ليمان أبى زعبل ما يقارب العام و النصف فإنه كان يجيد التعامل مع الجنائى حتى أنهم كانوا يقولون : الشيخ عمرو مننا !!
لم يمانع الشيخ عمرو من تواجدهما و رحب بهما و هش فى وجهيهما و بش و بسبب ذلك بدأ التوتر يظهر عليهما فالجنائى تؤثر فيه مواقف الرجولة و الشهامة ( الجدعنة ) . . سأله أحدهما : من أى المناطق أنت ؟! كان يريد أن يطمئن أن الشيخ عمرو ليس ابن منطقته حيث أنه من الأمور المتعارف عليها بينهم العصبية للمناطق .
خشى الشيخ عمرو أن يكون لهذا الجنائى ثأرا عند أحد من أبناء الزاوية الحمراء - منطقة عمرو - فيأخذه منه فذكر له اسم منطقة أخرى . . اختلف الشابان هل ينفذا تعليمات المباحث أم لا !! أصر أحدهما على التنفيذ و تردد الثانى . . كان الشيخ عمرو عند الباب يريد أن يسأل أحد الأخوة عن شيئ و لكن توجه إليه أحدهما و قد حزم أمره ثم وجه له لكمة كالصاعقة فلم يستسلم لتيار الدهشة و الخوف الذى اندفع داخل جسده مع اندفاعة اللكمة و لم يجد من سبيل سوى الرد بالمثل مع عدم ترك مكانه و كان ظهره للحائط و هنا أخذت اللكمات المتبادلة تنطلق من كليهما و أدرك الشيخ عمرو أنه لو اشترك الشاب الثانى فى القتال فسيخسر الكثير مع أنه قوى البنية إلا أنهما أيضا قوييا البنية إلى جانب احتمال وجود سلاح أبيض معهما مما يعنى حصوله على إصابات مؤكدة قد تصل إلى عاهات مستديمة أو حتى الموت !! أثرت اللكمات فى الشاب الجنائى و أحنقه عدم اشتراك زميله فى المعركة التى توقع لها أن تكون هينة سهلة إلا أنها لم تكن كذلك . . كان التوتر و الخوف يعصفان بجسد الشيخ عمرو إلا أنه لم يكن لديه خيارات أخرى . . تراجع الشاب الجنائى ثم أخرج شفرة من فمه إلا أن الشاب الثانى سارع بمسك ذراعه و هنا تعالت صيحاتهما و تبادلا السباب و ظل الشيخ عمرو ملتصقا بالحائط يلتقط أنفاسه المتسارعة المتوترة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق