أعلن عنبر " 4 " - أخوة الامتحانات - استنكارهم التام لما حدث و أنهم يرفضون التعامل بهذا الأسلوب و أنهم يريدون التعامل مع ضابط من جهاز مباحث أمن الدولة طالما أن الضابط كريم لا يملك الصلاحيات و لا حتى القدرة العقلية للتعامل معهم .
أدرك المقدم كريم العدل أن سحب الخيبة و الفشل تخيم فوق رأسه و تظلله بظلالها القاتمة . . استغاث بشيطانه لعله يهديه إلى حل و لكن عجز شيطانه فهب مزمجرا : ليس من سبيل سوى الخيار شمشون . . إذن فلتكن الحرب .
اتصل كريم العدل برئيسه المباشر أخبره أنه لديه حالة تمرد شديدة الخطورة و أنه فقد السيطرة على عنبر الامتحانات و أنهم قد أعدوا آلات حادة و مواسير حديدية و أشياء أخرى للاشتباك مع حراس السجن !!
لم يكلف رئيسه المباشر - و هو ضابط كبير فى جهاز مباحث أمن الدولة و المسؤول عن قطاع مصلحة السجون - خاطره فيسأل كريم العدل من أين لهم بهذه الأشياء و لكن لأن القاعدة تقول : الأمن أولا . . سارع برفع تقرير إلى الجهاز و أمر مصلحة السجون برفع درجة الاستعداد و تم إرسال كتيبة من القوات الخاصة إلى سجن ليمان طرة لاستعادة السيطرة.
قبيل الغروب تعالت أصوات الصيحات و بدأت القوات الخاصة فى الانتشار و تم تأمين و إغلاق بقية العنابر و أبقوا عنبر " 4 " للنهاية ليتم اقتحامه و أخذت القوات فى الانتشار فوق أبنية العنبر و قد فوجئ الأخوة و أخذوا يسألون الجنود عن الأمر و الجنود يجيبونهم إجابات مبهمة . . فلما سألوهم لمن جاءوا أجابوا بأنهم جاءوا لعنبر " 4 " فظن الأخوة أنهم جاءوا للجنائيين فهم لم يكونوا يعلمون أن عنبر الامتحانات هو عنبر " 4 " كما أن عدد القوات كان كبيرا جدا بالإضافة إلى أنهم لم يعلنوا التمرد و كل ما فعلوه هو مطالبتهم ببعض المطالب البسيطة التى حتما لا تؤدى لنشوب حرب و بالفعل وجد قائد القوات الخاصة أنه لا يوجد أى تمرد أو حتى شبهة للتمرد !!
تم أخذ الأخوين الشيخ أحمد عبد المجيد و الشيخ أحمد رجب الذين كانا قد خرجا من التأديب منذ يوم واحد فقط كما تم أخذ الشيخ عزت النجار - معتقل بسبب قضية جند الله و معروف عنه أنه لا يحب الصدام مع الأمن بل هو ممن يدعون الأخوة للهدوء - بزعم أنه المحرض على ما حدث و أن هناك حساب قديم يجب عليه دفعه الآن .
انعقد مجلس الحرب بمكتب مفتش المباحث و كان الحضور يتكون من :
[1] العميد أسامة شلبى . . مفتش مباحث منطقة طرة.
[2] العميد محمود البساطى . . رئيس مباحث منطقة طرة.
[3] العميد حسين مخلوف . . مأمور سجن ليمان طرة.
[4] العقيد محمد فتحى . . نائب مأمور سجن ليمان طرة.
[5] المقدم كريم أحمد العدل . . ضابط أمن الدولة بسجن ليمان طرة .
[6] المقدم عاطف خضر . . رئيس مباحث سجن ليمان طرة.
[7] النقيب محمد حسنى . . معاون مباحث سجن ليمان طرة.
[8] النقيب محمد سامى . . معاون مباحث سجن ليمان طرة.
كانت القرارات التى تم اتخاذها كالتالى:
(1) يلزم معاقبة المجموعة المشاغبة التى أهانت كريم باشا عقابا رادعا لغيرهم و لاستعادة كرامة وليد باشا المفتقدة.
(2) عدم استخدام القوات الخاصة فى معاقبة المجموعة المشاغبة للمحافظة على الصورة الإعلامية لحقوق الإنسان داخل السجون المصرية و لمنعهم من رفع قضايا التعذيب ضد وزارة الداخلية و يتم الاكتفاء باستخدام هذه القوات فى استعادة السيطرة .
(3) ادخال المجموعة المشاغبة إلى التأديب بعد تفتيشهم ذاتيا لمنع تواجد أى آلأت حادة أو أقلام حتى و لو كانت رصاص .
(4) استخدام مجموعة منتقاة من الجنائيين لمعاقبة هذه المجموعة المشاغبة و أن يكون العقاب قاسيا بحيث يكون رادعا و مرعبا لكل المساجين السياسيين و تذكيرهم بأيام التسعينيات.
(5) يتم إدخال عدد اثنين أو ثلاثة من الجنائيين ذوى الإمكانيات الخاصة على كل فرد من المجموعة المشاغبة بعد تلقيتهم ما يلزم منهم عمله و أن يكون دخولهم بغير تفتيش مع إعطائهم كل ما يحتاجونه من طعام و شاى و سكر و مخدرات .
(6) المطلوب اشتباك الجنائيين مع المجموعة المشاغبة و إحداث كسور بهم و جروح بالوجه مع كسر نفسياتهم بالإهانات من سب للدين و العرض و الصفعات المهينة و انتهاك الأعراض.
(7) عدم تدخل قائد عنبر التأديب أو أى من الأفراد التابعين له من جاويشية أو مخبرين مهما تعالت الصرخات و الاستغاثات و يتم التدخل فقط عند حدوث إصابات خطيرة قد تؤدى للوفاة أو حدوث حالات وفاة .
(8) لا يتم تسجيل مجموعة الجنائيين بدفتر أوامر عنبر التأديب .
(9) من يرفض التعاون من الجنائيين يتم تهديده بتلفيق القضايا له و التنكيل به و عرض بعض المغريات كالوعد بتقفيل بعض القضايا أو الخروج فى العفو القادم أى فى 23 يوليو .
(10) عمل تغريبة لهذه المجموعة إلى سجن الوادى الجديد لمنعهم من الاتصال بالإعلام و توضيح ما حدث لهم و لمنع الثورة داخل السجون .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق