فى صباح اليوم التالى استدعى الضابط كريم العدل إبراهيم النقيب إلى مكتبه فلما دخل عليه بادره الضابط كريم : يا إبراهيم . . بتساعد السياسى و بتقف معهم ؟!
أجاب إبراهيم : نعم . . وقفت مع الشيوخ و سأقف معهم ثانية .
فقال المقدم كريم : إنهم يكفروننى و يكفرونك !!
فقال إبراهيم : و ماذا فى ذلك . . هم صادقون . . أنا كافر لأنى أسب الدين .
ففغر الضابط كريم فاه دهشة لهذا الكلام غير المتوقع لكنه تمالك نفسه ثم قال له متوددا : كان يجب عليك أن تكون معى و نحن لا ننسى من يقفون معنا .
فقال إبراهيم النقيب و على شفتيه ابتسامة سخرية : أنت عدوى . . أنت تقف مع الفرماوى ضدى . . لقد أنهيت فترة محكوميتى و مع ذلك أنتم تعتقلوننى أما الشيوخ فلم أر منهم إلا كل الخير و ليتنى أستطيع أن أكون مثلهم !!
بهت الضابط كريم لهذه الكلمات فحاول أن يمارس هوايته فى التهديد و الوعيد لكنه أدرك ما سيكون عليه فعله من الطيش و الغباء . . نفض من عقله فكرة التهديد تماما ثم أعاد إبراهيم إلى زنزانته .
انتشرت أحداث الليلة الماضية فى السجون المصرية التى ثارت ثورة شديدة لما حدث و بدأ الغليان فى التصاعد و أعلن سجن الاستقبال بطرة الذى به قيادات جماعة الجهاد و السلفية الجهادية امتناعه عن الدخول هنا أدرك مسؤولوا مصلحة السجون بنذر الخطر فسارعوا باحتواء الموقف .
أما فى سجن ليمان طرة حاول أحمد الصعيدى تسجيل اعتراضه بطريقته الخاصة فقام بمحاولة إغلاق باب الزنزانة على معاون المباحث المسؤول عن عنبر التأديب إلا أن الجاويشية و المخبرين سارعوا بإنقاذ الضابط الذى كان برتبة نقيب و الذى خرج من هذا الصراع بدون قميص و بالسروال فقط و بالطبع تمت معاقبة أحمد الصعيدى بطريقة وحشية حيث اجتمع على ضربه و ركله أكثر من عشرة من المخبرين مجاملة لقائدهم حتى كاد أحمد الصعيدى أن يهلك ثم قاموا بنزع ملابسه و أرغموه على ارتداء الملابس الداخلية النسائية و قميص نوم نسائى ثم طافوا به كل عنابر سجن ليمان طرة مع الطبل و الزمر و كأنهم فتحوا عكا أو حرروا الأقصى !!
لم يكتفوا بكل ذلك بل قاموا بتعليقه كما تعلق الذبيحة .
بالطبع نال الثلاثة الأبطال أهل الشهامة من الجنائيين و هم إبراهيم النقيب و أحمد الصعيدى و إبراهيم فراج التنكيل الشديد من إدارة سجن ليمان طرة و على رأسهم المقدم كريم أحمد العدل ضابط أمن الدولة كما تم ترحيل الشيخ عمرو محمود عباس فى تغريبة إلى سجن الوادى الجديد (بطن الحوت) معزولا إنفراديا فى عنبر بمفرده .
هذه هى القصة الحقيقية لأحداث سجن ليمان طرة الواقع على كورنيش المعادى و لا تعجبوا لحجم التفاصيل فالداخلية المصرية ينطبق عليهم قوله تعالى : (تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى) فضباط مصلحة السجون يكرهون ضباط أمن الدولة و ضباط أمن الدولة يحتقرون ضباط مصلحة السجون و حتى ضباط مصلحة السجون أنفسهم يكرهون بعضهم البعض فالمباحث يحتقر النظامى و النظامى يكره المباحث . . اللهم عجل بهلاك الجميع .
كلمة أخيرة يظن الأسرى فى سجون الطواغيت أن حاميهم و الذى كان يسهر على الثأر لهم هو الأمير الشهيد - كما نحسبه - أبو عمر البغدادى - رحمه الله تعالى و تقبله - و أنه منذ مقتله لم نعد نسمع أى ذكر عن غزوة الأسير التى توالت موجاتها الخمس فى حياته و أن حملة "ما نسيناكم" قد ذهبت أدراج الرياح فى خضم مشاغل المجاهدين و أن تنظيم القاعدة بات عاجزا عن نصرتهم و لو حتى بالكلمات و هم مع ذلك يدعون لإخوانهم المجاهدين بالنصر و التمكين . .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق