كان المقدم كريم العدل يتباحث مع شيطانه عن البرنامج الحافل الذى أعده للقادمين للامتحانات ، كان مشهورا عنه بين زملائه فى جهاز مباحث أمن الدولة ساديته العجيبة و حبه الشديد لاستعراض القوة على المساكين الذين يقعون تحت يديه أثناء التحقيقات . . و كان مشهورا عنه أيضا نجاحه التام فى انتزاع أرواح من يقوم باستجوابهم بديلا عن انتزاع اعترافاتهم . . و لقد تم تنبيهه و تحذيره مرات عدة و لكن لمكانة والده و لشدة الاعتداد بالنفس التى وصلت إلى حد التكبر و الغطرسة تجاهل هذه التحذيرات و واصل طريقه فى حصد أرواح المساكين بنجاح متقطع النظير مما أجبر قيادة جهاز مباحث أمن الدولة على نقله إلى قسم الأرشيف بالجهاز بالإضافة لجعله مسؤولا عن سجن ليمان طرة .
أصدر المقدم كريم العدل أوامره لمأمور السجن العميد حسين مخلوف و رئيس مباحث السجن المقدم عاطف خضر بإخلاء عنبر "4" ليكون هو مقر تسكين القادمين للامتحانات و أن يكون عنبرا مغلقا محروما من كافة الامتيازات و مشابها لعنبر التأديب و بالطبع سارعا لتنفيذ الأوامر حيث أنهم عبيد المأمور !!
كانت تتراقص على شفتى المقدم كريم العدل ابتسامة عجيبة تدل على رضاه التام عن مخططه الذى يسعى من خلاله إلى إثبات جدارته و خاصة بعد أن استقر به المقام مسؤولا عن ليمان طرة و كان قد مر عليه ما يقارب العام و نصف فى هذا المكان . . كان يريد تحقيق بعض المكاسب التى تمكنه من العودة إلى ما كان عليه قبل أن يتم معاقبته بتحويله لضابط سجون و ذلك معناه أنه فقد فرصته فى الوصول لمكانة والده لذلك أراد تحويل السجناء السياسيين إلى سلم يرتقى عليه و لكى يثبت جدارته .
كانت لدى المقدم كريم قناعة تامة أن الجماعات الإسلامية قد قضى عليها قضاء مبرما و أن البقية الباقية من تلك الجماعات الذين يسمون أنفسهم بالثابتين على العهد ما هم إلا أشباحا هزيلة لا قيمة لها و لا تأثير و أنه يجب معاملتهم كمهزومين يجب عليهم الانصياع لشروط المنتصر.
و كان أيضا من قناعاته أن الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة و أمير جماعة الجهاد المصرية الدكتور أيمن الظواهرى قد انهزم فى مصر و هو لا يستطيع عمل أى شىء لتهديد الأمن المصرى و ذلك خوفا على حياة شقيقه المهندس محمد الظواهرى المحبوس فى سجن شديد الحراسة بطرة - العقرب - لذلك فما الحاجة للامتيازات التى يحصل عليها الإسلاميين المحبوسين فى السجون المصرية و خاصة الرافضين للمبادرات الثلاث . . مبادرة الجماعة و مبادرة الدكتور سيد إمام أمير جماعة الجهاد الأسبق و مبادرة عبود الزمر المسماة بالبديل الثالث . . و بالتالى فمن وافق على الانصياع لشروط المنتصر فله المزايا و من رفض أو عارض يتم التضييق الشديد عليه حتى ينصاع و ينبطح انبطاحا تاما كغيره.
كانت تلك الكلمات أحيانا ما تتناثر فى ثنايا حديثه للمتنافسين على نيل رضاه من العصافير الذين باعوا كل شىء للا شىء .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق